منتدى الدوحة: دعوات لتعزيز قدرات البلدان الهشة لسد احتياجاتها من الطاقة

لدوحة في 11 ديسمبر /قنا/ أكد مشاركون في جلسة "تعزيز الاستدامة وتحسين الحوكمة في الدول الهشة"، التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الدوحة 2023، أهمية إدارة الموارد والإمكانات المتاحة في البلدان الأقل نموًا بطريقة فعّالة ومدروسة، تكفل لها التغلب على مختلف التحديات، وعلى رأسها قضايا الطاقة، والكهرباء، والتغير المناخي.

وخلال الجلسة، التي أدارها الدكتور جون بي ألترمان، النائب الأول لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وشارك فيها كل من سعادة الدكتور ناصر ياسين، وزير البيئة اللبناني، وسعادة السيد رأفت الأكحلي، وزير الشباب والرياضة اليمني السابق، وشريك مؤسس في شركة ديب روت للاستشارات التنموية والاقتصادية، والدكتور بلقيس عثمان العشا، كبير أخصائي تغير المناخ والنمو الأخضر ببنك التنمية الإفريقي، دعا المشاركون إلى ضرورة بناء قدرات الدول الهشة لتأمين احتياجاتها من الطاقة، ودعم وتمويل المشروعات النظيفة والمتجددة لديها.

واستعرضوا أبرز القضايا المتعلقة بتوليد الكهرباء في بلدانهم، وما يرافقها من تحديات ومشاكل، أدت إلى عدم قدرة بعضها على تأمين احتياجات مواطنيها، نتيجة عدم الاستقرار السياسي، والنزاعات والحروب، فضلًا عن غياب الدراسات والتمويل الكافي لمصادر إنتاج الطاقة فيها.

وطالب المشاركون بالسعي لإيجاد حلول مبتكرة تسهم في تلبية احتياجات بلدانهم من الكهرباء، وتضع حدًا لاستنزاف مواردها الطبيعية، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص في تبني هذه الحلول، من أجل إيجاد التمويل اللازم لتنفيذها على أرض الواقع، وبناء القدرات المؤسسية والفردية لجعلها قادرة على مواجهة تحديات الطاقة والتغير المناخي.

وشددوا على أهمية تأسيس صناديق وطنية تضمن استثمارات القطاع الخاص في القطاع الكهربائي، وتحفز تنفيذ المشروعات الإقليمية المشتركة فيما بينهم، للمساهمة في خفض كلفة إنتاج الطاقة.

واقترح المشاركون في الجلسة، التوسع في تبني السياسات اللامركزية لتوليد الطاقة وتأمينها، وتشجيع التجارب الفردية وتعميمها محليًا، والاستفادة منها على نطاق المجتمعات المحلية الصغيرة لسد احتياجاتها من الكهرباء.

وفي هذا السياق، نوه سعادة الدكتور ناصر ياسين، بنجاح المجتمعات المحلية اللبنانية في التغلب على الحرائق ومكافحتها، وخفض معدلها بشكل قياسي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن العدوان الإسرائيلي والقصف شبه المتواصل لمناطق الجنوب، أسهم في اتساع دائرة الحرائق، مؤكدًا أن مسألة التغير المناخي تقع في صلب أزمات الجمهورية اللبنانية، السياسية والاقتصادية وغيرها، وإذا لم يحصل تدخلًا عاجلًا ستتأزم الأوضاع نتيجة زيادة درجات الحرارة.

وأشار إلى نجاح القطاع الزراعي ببلاده في الاستعانة بالطاقة الشمسية لتشغيل مضخات ري المزروعات لتقليص خسائره، والتي تقدر بنحو نصف مليار دولار، تكبدها بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الطاقة نتيجة أزمات متتالية، لافتاً إلى أهمية التحرك ووضع معايير وإجراءات تشجع على التعافي الاقتصادي، وجعله مراعيًا للبيئة، بما يحول من تفاقم هذه الأزمات مستقبلًا، من خلال حسن استغلال الموارد المتاحة، وإشراك القطاع الخاص، والبحث عن حلول مبتكرة.

وأشار وزير البيئة اللبناني، خلال الجلسة، إلى أهمية التعافي الاقتصادي الأخضر، وما يشكله من ضرورة ملحة لاستدامة الطاقة، مشددًا على حاجة الدول الهشة لمؤسسات قوية، مع إعادة التفكير بآلية إدارة شؤون حياتها العامة، واتخاذ إجراءات وطنية ومحلية، لمواجهة قضايا التغير المناخي وغيرها.

بدوره، تحدث سعادة السيد رأفت الأكحلي، عن دور الأزمات والحروب في إضعاف قدرة البلدان على توليد الطاقة والكهرباء، خصوصًا في الدول الهشة، واليمن خير مثال على ذلك حسب قوله، حيث دفع النزاع الأفراد للبحث عن مصادر بديلة للكهرباء، ولجأوا إلى الطاقة الشمسية، حتى أصبحت اليمن سباقة في استخداماتها على مستوى المنطقة العربية.

وأضاف سعادته "إذا ما أردنا أن نبني نظامًا مرنًا فعلينا التفكير في الاستدامة بشكل جدي"، مشيداً بنجاح تجربة بعض المزارعين في مواصلة أنشطتهم الزراعية، من خلال الاعتماد على مولدات تعمل بالطاقة الشمسية على مستوى المناطق الريفية، ما أسهم في استئناف الخدمات وضمان عدم تأثرها بنقص الكهرباء الحاد، فيما يبقى التمويل هو التحدي الرئيسي، والمطلوب هو التفكير بحلول تمويلية مبتكرة، تسهم في حل مشاكل الدول النامية.

إلى ذلك، أكدت الدكتورة بلقيس عثمان العشا، ، خطورة ظاهرة التغير المناخي التي بدأت منذ فترة طويلة، لافتة إلى إنكار البعض لحدوثها، رغم الإقرار والإجماع الكبيرين حولها، الأمر الذي يستدعي تحركًا فوريًا للحيلولة دون تفاقمها، واتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة هذا التغير في الدول الهشة، التي تعتبر أكثر المناطق عرضة للجفاف والتصحر، كالقرن الإفريقي.

جدير بالذكر، أن الجلسة تناولت قضايا عدة، منها؛ التغير المناخي، والبيئة، والطاقة، وضعف توليد التيار الكهربائي في الدول الهشة، المتأثرة بعدم الاستقرار السياسي، والنزاعات والحروب.