منتدى الدوحة مسؤولون وخبراء: "البريكس" فرصة لخلق تحالفات تجارية لتعزيز التنمية في عالم متعدد الأقطاب

الدوحة في 10 ديسمبر /قنا/ أكد مسؤولون وخبراء أن مجموعة دول البريكس تشكل فرصة جيدة لخلق تحالفات تجارية واستثمارية لتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عالم متعدد الأقطاب.

جاء ذلك في جلسة نقاشية خلال فعاليات منتدى الدوحة 2023 بعنوان "نفوذ البريكس المتزايد في نظام دولي متعدد الأقطاب"، مؤكدين أن مجموعة البريكس تعتبر منصة اقتصادية وتجارية تقوم على المصالح المشتركة في عالم متعدد الأقطاب، كما أن هذا التحالف يتسم بالمرونة في التعاون والتوافق كما يسمح بالتعددية ويسعى إلى المساهمة في بناء عالم أكثر عدلا وإنصافا.

وتحتوي مجموعة بريكس (الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا) على كثافة سكانية تقترب من 40 بالمئة من سكان العالم، فضلا عن سيطرتها على أكثر من 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 20 بالمئة من التجارة الدولية، علاوة على أن دولها زاخرة بالموارد الطبيعية كالزراعة في البرازيل، والمعادن في جنوب إفريقيا، والطاقة في روسيا، والتكنولوجيا والصناعة والزراعة في الصين والهند، كما تمتاز دول المجموعة بموقع جغرافي استراتيجي يشكل ملتقى مهما للتعاون فيما يتعلق بسلاسل التوريد والإمدادات.

وقال سعادة السيد علي صبري وزير الخارجية بجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية إن البريكس تمثل منصة تعاونية وليست تنافسية لتعزيز التجارة والصناعة في عالم أكثر تعددا، مشيرا إلى أن دول المجموعة لديها فرصة كبيرة لتشكل تحالفا يقوم على التوافق والتعاون في عالم متعدد الأقطاب.

بدوره شدد سعادة السيد مسغانو آرغا وزير الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، على ضرورة أن تبرز مجموعة البريكس على أنها ليست مناوئة للمنظومة الغربية وإنما هي كتلة جديدة تسعى لأحداث تنمية اقتصادية واستثمارية لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب.

وأشار إلى أن دول المجموعة تسعى للإصلاح والانصاف الاقتصادي والشمولية السياسية، منوها بأن الكثافة السكانية المرتفعة لهذه الدول تستحق تمثيلا أفضل، كما أنها تستحوذ على قدر معقول من النمو الاقتصادي مما يتطلب المشاركة بعدالة في القرار العالمي.

وفي السياق ذاته أكد فيكتور جاو الأستاذ بجامعة سوشو الصينية، أن فكرة دول المجموعة تقوم على عالم متعدد لا يهدد أي دولة وإنما يتيح فرصا جديدة للتعاون، مشيرا إلى أن البريكس تعمل بروح التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز التقدم والتطورات التكنولوجية، لافتا إلى أن دول المجموعة برهنت على حيويتها بالتوسع وتزايد طلبات الانضمام إليها، مضيفا "أتوفع أن تصبح دول المجموعة 25 دولة خلال الفترة المقبلة، مرجحا انضمام دول مثل نيجيريا واندونيسيا وغيرها.

وحول التخوفات من هيمنة الصين على دول التكتل، أجاب قائلا "ليس هناك خوف من هيمنة الصين على دول المجموعة، لجهة أن تقاربها يقوم على الشراكة وليس الهيمنة، ولا أتوقع أن تسيطر الصين على دول أخرى".

ولفت إلى أن دول المجموعة تركز على الاقتصاد كعامل مهم وقوة دافعة وتقوم العلاقات بينها على التوافق وترى أن التباينات والتوافق أمر واقع معزز لها، وتهدف المجموعة إلى تعزيز التنمية وتخطي المشاكل والتحديات، والترابط الاقتصادي والمالي.

من جهتها أشارت السيدة إيريكا موينز، رئيسة المجلس الاستشاري لمركز أمريكا اللاتينية أدريان أرشت، إلى أن فكرة مجموعة البريكس تقوم على خلق تحالفات تجارية واستثمارية لتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية.