خبيران أمريكيان لـ الشرق: مشروعات مع قطر في الطاقة والنقل الجوي

أكد جاي مادكس، المدير المالي بمجموعة كابيتال بيزنس للتمويل والاقتصاد الاستشارية بأمريكا، إن عام 2022 شهد دفعة مهمة للغاية للعلاقات القطرية الأمريكية، والتي يتجدد كل عام مراحل إضافية من تميز الشراكة التي تؤكد على قوتها وتطورها بصورة مهمة، ودائماً ما اتسمت العلاقات بين الدوحة وواشنطن بأن لها خصائص إضافية تميز العلاقات التي تجمع أمريكا بحلفائها التقليديين، فقطر دائماً ما كانت حليفاً إستراتيجياً ذا مصداقية وأثبتت العديد من التغيرات قدرة أمريكا على الاعتماد على قطر وقت الحاجة وهو ما أثبتته التطورات العديدة في علاقات البلدين على مدار السنة الماضية، ولكن دائماً ما كانت هناك سمة مؤكدة من المشاركة والتي تنعكس بقوة في الاستثمارات وسبل التعاون الاستثماري العديدة التي تجمع البلدين، وحسب التقارير التي خرجت من إدارة بايدن لم تكن قطر وحسب واحدة من أهم المستثمرين والشركاء لدى أمريكا.

يقول جاي مادكس، المدير المالي بمجموعة كابيتال بيزنس للتمويل والاقتصاد الاستشارية بأمريكا: إن العام الماضي ربما شهد توقيع أكبر صفقة في تاريخ شركة الطيران الأمريكية بوينج، كجزء من الثقة القطرية في الاقتصاد الأمريكي ودور هذه الصفقات الكبرى وغيرها من المشروعات المهمة في خلق آلاف فرص العمل وتطوير سبل الشراكة المتميزة بين البلدين فكانت صفقة بوينج هي "الأكبر تاريخياً" من حيث القيمة التعاقدية لاسيما في صفقة الخطوط الجوية القطرية التي تم توقيعها مع شركة بوينج بشراء 50 طائرة شحن حديثة وتقدر بـ 20 مليار دولار، والتي جاءت أيضاً انعكاساً لمزيد من التعاون الدبلوماسي والمكاسب الحيوية في الملفات المهمة، واللافت عموماً على الاستثمارات القطرية الكبرى في الأسواق الأمريكية والتي جاء أغلبها في مشاريع البنية التحتية وأضافت عليها الاستثمار العقاري والفندقي والخدمي واستثمارات الطاقة، أنها وازنت من إستراتيجية استثماراتها المهمة الداعمة بمشاريع حيوية في العاصمة واشنطن مثل مشروع سيتي سنتر الذي قامت الدوحة بشرائه وضخ مزيد من الاستثمارات المهمة لتطويره، وخطط الاستثمار في الموانئ الأمريكية تقدر بمليارات الدولارات، والاستثمارات في مشاريع البنية التحتية الإستراتيجية، وصفقات تطوير منظومتها الدفاعية والعسكرية، فقطر عموماً شاركت باستثماراتها بشكل دعم الاقتصاد الأمريكي وخلق الكثير من فرص العمل، عشرات الآلاف من فرص العمل حسب التصريحات الأمريكية الرسمية، وتميزت تلك الاستثمارات في كونها أيضاً متنوعة ومختلفة وأضافت الكثير للعلاقات الإيجابية بين البلدين، كما أن لديها محفظة سيادية وصندوق استثماري ضخم لديه أدواته في تقييم الأسواق الدولية استطاع أن يساهم في مشروعات عقارية ربحية عديدة، وأن يطرق مجالات استثمارية متنوعة ومختلفة، وبحث فرص الاستثمارات الربحية، وتأكيد الحضور القطري البارز في الطاقة عبر الاستثمارات في مشروعات الغاز الصخري الأمريكي ومع الشركات الدولية في حقوق الاستكشاف والتنقيب خارج الحدود، والأمر نفسه أيضاً لدى أمريكا التي تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لقطر ويوجد العديد من الشركات الأمريكية التي تعمل بالسوق القطرية، لاسيما في قطاع الطاقة، وازدادت خطوات الشركات الأمريكية في شراكتها مع قطر في مشروعات حقل الشمال خاصة في شركات مثل إكسون موبيل وكونكو فيليبس بحصص سهمية متنوعة في مشروعات توسعات حقل شمال الجنوبي والشمالي، وهي استفادة تمكن الشركات الأمريكية من مزيد من الحضور في المد الصاعد للغاز الطبيعي المسال نحو الريادة العالمية المستمرة لقطر وأيضاً استفادة قطر مما تملكه تلك الشركات من علاقات دولية كبرى تساهم في توريد المنتج القطري من الغاز الطبيعي عبر صفقات تنافسية مهمة في شركات القطاع الخاص والحكومات في أسواق عديدة لاسيما الأسواق الأوروبية والتي لم تكن تخصص لها قطر سوى حصة 5% من إجمالي صادراتها من الغاز في السابق، خاصة مع زيادة الطلب الكبرى على الغاز الطبيعي والتي كانت كائنة منذ سنوات ولكنها تزايدت بصورة هائلة عقب أزمة الطاقة العالمية التي خلقتها الحرب الروسية في أوكرانيا، فكانت استثمارات الطاقة أيضاً من بين الاستثمارات التي شهدت تطوراً إيجابياً في العلاقات الثنائية بين البلدين في 2022.

ويتابع جاي مادكس، المدير المالي بمجموعة كابيتال بيزنس، في تصريحاته لـ الشرق: إن العام الماضي 2022 شهد أيضاً تطوير وترقية ومواصلة للأعمال في المشروعات العقارية التي تملكها قطر في الأسواق الأمريكية، وتنقسم تلك المشروعات في طبيعتها ما بين التطوير العمراني العقاري والذي يتنوع أيضاً في أكثر من مدينة وولاية أمريكية من بينها واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس وغيرهم، وهي مشروعات من بينها ما هو قائم بالفعل وما هو تحت الإنشاء وما هو في مرحلة التطوير والإشغال الجزئي، والجانب الآخر من تلك الاستثمارات هو امتلاك قطر لأكثر من علامة فندقية بارزة واستثمارها في مجالات الإضافة والخدمات الفندقية من بينها وعموماً نشطت شركات الديار العقارية القطرية وكتارا والصندوق السيادي في علامات فندقية مثل سانت ريجيس وذا بلازا في نيويورك وسان فرانسيسكو لما يملكه سانت ريجيس لأكثر من فندق في أمريكا وقطر عموماً اشترت العلامة التجارية للفندق ذاته في إيطاليا من قبل، وأيضاً المفاوضات التي جمعت جهاز قطر للاستثمار ورجحت صفقات مع فنادق ومنتجعات ويستن ماوي وويستن بيشتري وفندق دبليو نيويورك وتيرموند شيكاغو، والجيد في ذلك أن الاستثمارات القطرية تميزت بدراسات لما تمنحه السوق الأمريكية من فرص وأنها أيضاً لا تسير بمعزل عن حركة الاقتصاد العالمي لاسيما أن الفرص المهمة التي نجحت قطر بالاستثمار فيها في أمريكا جاءت عموماً مع نفس المسار الدولي في التعامل مع السوق الأمريكية من جهة، وتنوع محفظة قطر الاستثمارية المتعددة بين البنوك والأصول لإضافة قطاع السياحة والسفر الربحي المهم في صفقاتها العقارية والفندقية وصفقات الخطوط القطرية الجوية مع شركات الطيران الأمريكية خاصة في الفترة التي شهدت فيها قطر استضافة كأس العالم، واستعادة العالم تعافيه من جائحة كورونا والتي ضربت الكثير من الخطط الاقتصادية وبعض من هذه المجالات وقوضت النمو بها لفترات ما خلق سرعة أعقبت ذلك في تحريك الاستثمارات وتطويرها في سياق عالمي سريع التحول في تحدياته وتعقيداته الاقتصادية، وما شهده العام الماضي أيضاً من مناقشات حيوية بين الجانبين لزيادة آفاق التعاون الاستثمارية واستثمار النهج المتزايد في العلاقات المتطورة بين قطر وأمريكا لمزيد من سبل التقارب الإيجابي، خاصة في ظل الرؤية والرغبة السيادية المشتركة لتدعيم وتشجيع الاستثمارات وضرورة مباشرة الخطط الرئيسية من أجل تحقيق شراكات حيوية تصب في صالح البلدين، وكان من اللافت أيضاً خلال العام الماضي الأهمية الرئيسية لقطاع الطاقة في المناقشات القطرية الأمريكية وفي الخطط الاستثمارية لما يجمع الدوحة وواشنطن من روابط عديدة في استثمارات وتوريد وتصدير وترويج الغاز الطبيعي المسال، وتطور تلك المناقشات لتشمل رؤية قطرية أمريكية ممتدة إلى أوضاع الطاقة في أوروبا واستثمار الفرص المستقبلية المتاحة في تحقيق شراكات يكون من دورها حل الأزمات وتحقيق المكاسب المشتركة، خاصة في ظل رواج الاستثمارات في قطاع الطاقة وضخ المزيد من الأموال والمشروعات في خطط التوسع وزيادة الإنتاج عبر شراكة من أكبر الشركات الرائدة في قطاعات الطاقة والمجالات ذات الصلة، والاستفادة المشتركة من تبادل الخبرات والقيم الصناعية والجودة التسويقية ووفرة الموارد والمناخ الجيد للعلاقات الاستثمارية القائمة بين البلدين، في حين كون قطر تتطلع لأن تقوم الشركات الأمريكية بتدعيم ترويج الصادرات القطرية من الغاز وتطوير سبل التعاون وتحقيق تنوع في المستهلكين المحتملين عبر إستراتيجية مهمة ستستفيد منها بقوة في السنوات المقبلة، وأيضاً من جانب آخر فإن الاستثمارات الأمريكية في قطر خاصة في مجال الطاقة تمتد لعقود مهمة وضعت أسس حيوية لمزيد من فرص تعزيز التعاون وتشجيع الاستثمارات، فضلاً عما يجمع البلدين في قطاع تكنولوجيا المعلومات ورؤى التنمية وما تمنحه قطر من فرص للقطاع العام والخاص، وما يتمتع به البلدان من أجواء مثالية في الشراكة العسكرية الإستراتيجية بين الجانبين والتي يمكن ترجمتها أيضاً لمزيد من الاستثمارات في مجالات الدفاع والأمن والعديد من المجالات المتنوعة والمتميزة التي تطور العلاقات بين الدوحة وواشنطن في 2022.