قطر تقدم أول مونديال محايد للكربون في التاريخ

الدوحة في 18 نوفمبر /قنا/ في إطار استراتيجيتها الهادفة لاستضافة أول نسخة محايدة الكربون في كأس العالم FIFA قطر 2022، تعمل دولة قطر على إرساء معايير عالمية في مجال المحافظة على البيئة تشكل نموذجا يحتذى في البطولات العالمية الكبرى، علاوة على بناء إرث مستدام يعود بالنفع على الأجيال المقبلة.

ويعني مصطلح "بطولة محايدة للكربون" تحقيق الموازنة في الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عوادم السيارات والعمليات المولدة للطاقة، والحرص على عدم زيادة نسبة الكربون في الهواء لتلافي وقوع كثير من المشكلات البيئية أو تفاقمها كالاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي قد يتسبب في حدوث كوارث بيئية لا حصر لها.

وتعتمد قطر في استراتيجيتها الساعية لتنظيم أول نسخة محايدة الكربون، على مستوى استدامة للملاعب وفقا للفئات المختلفة بما فيها التصميم والبناء والطاقة واستخدام المياه، فضلا عن تركيب محطات لقياس جودة الهواء والانبعاثات الغازية والغبار في جميع ملاعب المونديال.

واشتملت الاستراتيجية على تنظيم آلية فرز النفايات والمخلفات خلال مرحلة بناء الملاعب، للحد من البصمة الكربونية، الأمر الذي أسفر عن تدوير حوالي 80 بالمئة من النفايات الناتجة عن بناء ملاعب المونديال، فضلا عن المحافظة على المياه وإدارة النفايات وانبعاثات الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة متى أمكن، وحماية البيئة، والربط بين المناطق الحضرية.

وفي طريقها لاستضافة أكبر حدث رياضي في تاريخ الشرق الأوسط والعالم العربي، عملت قطر على أن تكون لها بصمتها الخاصة في مجال الطاقة المتجددة، والتركيز على أي التزام أو إجراء في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، على أسس علمية مستندة إلى نتائج بحثية دقيقة، وذلك في جميع مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالبطولة، بالإضافة إلى مشاريع الملاعب الثمانية المخصصة لاستضافة منافسات المونديال.

ونجحت قطر، على امتداد فترة استعداداتها لتنظيم الحدث الرياضي الأبرز في العالم، في تنفيذ العديد من البرامج والخطط الفعالة للحد من انبعاثات الكربون المضر بالصحة والمناخ، ولاقت استحسانا ودعما محليا ودوليا منقطع النظير.

وشكّلت بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، التي استضافتها قطر نهاية العام الماضي، فرصة مثالية للارتقاء بالاستعدادات لاستضافة المونديال، حيث برزت الملامح الرئيسية على صعيد الاستدامة وحماية البيئة، وجرى مواصلة العمل للبناء عليها وتعزيزها ليترك المونديال إرثا مستداما للأجيال المقبلة.

وتشدد اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تسليم مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، على أن الاستدامة كانت منذ البداية محورا رئيسيا للبطولة، حيث تعاونت في يناير 2020، مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لوضع ميثاق المصادر المستدامة للمونديال، والذي يحدد الحد الأدنى من المعايير التي يجب على الموردين والجهات الراعية للبطولة الالتزام بها، بالإضافة إلى التزامهم بمعايير بيئية صارمة.

وتعهدت اللجنة العليا في الكثير من المناسبات بتنظيم نسخة خالية من البصمة الكربونية من كأس العالم FIFA قطر 2022، من خلال تطبيق أفضل ممارسات البناء التي ستؤثر إيجابيا في الإرث المناخي لدولة قطر والمنطقة، وتصميم وبناء الاستادات، ومواقع التدريب، والبنية التحتية للمواصلات وفقا لمعايير البناء المستدام.

وتلقت استادات كأس العالم FIFA قطر 2022 الثمانية استحسانا لتصاميمها المستدامة، وكيفية إنشائها، وحسن إدارتها اليومية، فضلا عن حصولها على شهادات المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير "جورد" من فئة 5 نجوم و4 نجوم على الأقل للتصميم والبناء وإدارة المنشآت، إلى جانب شهادات ذهبية للعمليات التشغيلية.

وستغير استراتيجية الاستدامة في كأس العالم FIFA قطر 2022، من طرق تنظيم البطولات ومختلف الفعاليات الرياضية الكبرى مستقبلا، وستعمل على إرساء إرث مستدام يسهم في تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ورؤية قطر الوطنية 2030.

وفي هذا الصدد، نوه المهندس عبد الرحمن المفتاح، خبير الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بأن دولة قطر تسعى للوصول إلى ما يعرف بـ "الحياد الكربوني" خلال استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 عبر تحقيق أربعة أهداف رئيسية، هي رفع مستوى وعي الأفراد والشركاء الرئيسيين وإشراكهم في جهود تحقيق هذه الغاية، ومعرفة المخزون الكربوني الناتج عن الأنشطة المتعلقة بالبطولة، وتحديد أهم مصادر الانبعاثات الكربونية والمعايير الدولية للحد من هذه الانبعاثات، وإجراء موازنة كربونية من خلال الاستثمار في مشاريع خضراء وصديقة للبيئة.