تزامنا مع كأس العالم متاحف قطر تكشف النقاب عن أعمال إبداعية لفنانين عالميين قرب موقعي الزبارة وعين محمد التراثيين

الدوحة في 24 أكتوبر /قنا/ كشفت متاحف قطر، اليوم، النقاب عن أعمال فنية لثلاثة فنانين هم: الآيسلندي الدنماركي أولافور إلياسون، واللبنانية سيمون فتال، والبرازيلي إرنستو نيتو، الذين تم تكليفهم بإبداعها في الصحراء المتاخمة لموقعي الزبارة وعين محمد في أقصى شمالي البلاد، في إطار مبادرة /قطر تبدع/، المبادرة الثقافية الوطنية التي ترعى وتروج للأنشطة الثقافية في الدولة وتحتفي بتنوعها.

وتنضم تلك الأعمال إلى أكثر من 100 عمل من أعمال الفن العام التابعة لمتاحف قطر والمنتشرة في الأماكن العامة بالدولة، من مطار حمد الدولي إلى سوق واقف، تزامنا مع كأس العالم FIFA قطر 2022.

وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر في بيان بهذه المناسبة: "اليوم لحظة فخر شديدة الخصوصية لمتاحف قطر، ليس فقط لأننا قدمنا ثلاثة أعمال رائعة لثلاثة من أكثر الفنانين المعاصرين إثارة للإعجاب في العالم فحسب، ولكن لاحتفائنا أيضا بالمواقع التراثية العريقة في قطر. وقد تم الحفاظ على الزبارة، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بشكل مميز ساعد في فهم أعمق للهوية الوطنية لدولة قطر والقصة الفريدة لتجارة اللؤلؤ. أما قرية عين محمد، فقد رممت عائلة النعيمي مبانيها التاريخية، بهدف خدمة المجتمع المحلي في وقتنا الحاضر وفي المستقبل بغرض إعادة توظيفها كموقع للأنشطة التراثية والرياضات التقليدية. وهذان الموقعان هما فقط مثال بسيط على الطريقة التي نكرم بها ثقافتنا المادية. لذا، عندما يزور سكان قطر وزوارها هذه المنطقة لتأمل هذه الأعمال الجديدة المتميزة، فسوف يتعرفون على المناظر الطبيعية والتاريخ الطبيعي لدولة قطر، ويتوصلون إلى فهم أفضل للتنوع الثقافي فيها".

ومن جهته، أوضح الفنان أولافور إلياسون، أن عمله التركيبي /سفر الظلال في بحر النهار/ (2022)، المكون من عشرين ملاذا دائريا بأسقف عاكسة، هو دعوة للتوافق مع كوكب الأرض. وأنه بمثابة احتفال بكل ما هو موجود ويتحرك عبر الصحراء في شمال البلاد من الحيوانات والنباتات والبشر، حتى الرياح، وضوء الشمس والهواء والحرارة.

ومن جانبها، ترى الفنانة سيمون فتال أن عملها الفني /مقام 1، مقام 2، مقام 3/ المكون من ثلاث منحوتات من الجرانيت أزرق اللون ذات أشكال متعددة، تم تصنيعها لتبدو وكأنها حقيقية، فينظر الناس إليها متسائلين: هل هي أهرامات قديمة؟ أم خيام منصوبة لفترة طويلة؟ وحقيقة الأمر أن المنحوتات تمثل الأمرين معا. لأنها ستوفر المأوى للمارة، وتقيهم من الشمس، وتخاطب الخيال، لأنها تجسد صورة مركبة لما نتوقع أن نجده في الصحراء".

وبدوره، قال الفنان أرنستو نيتو إن عمله التركيبي /السلحفاة الكسولة وهيكل الأرض/ (2022) يدعو الناس إلى العيش على طبيعتهم والغناء والرقص والجلوس على الوسائد والشعور بالطاقة والقوة والهواء واستشعار جمال كوكب الأرض المذهل. وأنه يخلق مساحة للتأمل في الحاضر والماضي والمستقبل ضمن شبكة اجتماعية بيئية مشتركة بين البشر والطيور والحشرات والنباتات وجميع أشكال الحياة الأخرى.

جدير بالذكر أن هذه الأعمال الفنية تسلط الضوء على أهمية المواقع التراثية في قطر، فموقع /الزبارة/، الذي تم إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2013 ويقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال غرب الدوحة، هو واحد من أفضل الأمثلة الباقية لمدن تجارة اللؤلؤ في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في منطقة الخليج العربي. فعلى عكس نظيراتها، بقيت آثار مدينة الزبارة سليمة إلى حد كبير، ولم تندثر تحت المدن الحديثة الشاسعة في المنطقة.

أما /عين محمد/، فهي قرية مهجورة تقع على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف شمالي الزبارة، وتقع مقابل مركز زوار الزبارة الجديد، وبها 24 مبنى، بما في ذلك مسجدان وحصن. وقد رممت القرية مؤخرا بغرض إعادة توظيفها كموقع للأنشطة التراثية والرياضات التقليدية، من بين أغراض أخرى.