أكد البروفيسور اللورد دارزي أوف دينهام الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية /ويش 2022/، أن تنظيم بطولة بحجم كأس العالم لكرة القدم في بلد عربي لأول مرة في تاريخ البطولة يعد مصدر فخر لدولة قطر، لافتا إلى أن الرياضة تعد مصدر فرح وقوة توحد العالم في وقت الأزمات والتفرق، وأن قطر ترحب بجميع زوارها ومشجعي هذه اللعبة على اختلاف جنسياتهم، بعد أن سخرت لهم وللعالم بأسره جميع الإمكانيات للتمتع بهذه البطولة الكبيرة.
وشدد دينهام، في كلمة له في افتتاح المؤتمر اليوم، على الدور الكبير لـ/ويش/ في تخطي جائحة /كوفيد-19/ وآثارها من خلال مشاركة الأفكار وتبادل الخبرات بين المتخصصين في المجالات الصحية والصيدلية من مختلف دول العالم، مشيدا في هذا الإطار بالدعم اللامحدود الذي تلقاه قمة /ويش/ من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمؤسسة.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أشادت في أكثر من موضع بالخطوات الكبيرة التي حققتها دولة قطر في مجال الصحة ما جعل من الدوحة مدينة صحية بامتياز، كما لم تتوان الدولة عن مساعدة الدول الأخرى، مشيرا إلى أن أحد استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 سيتم تفكيكه وتوزيعه للدول المحتاجة، ومستعرضا الجهود الكبيرة التي بذلت لحماية البشرية من جائحة كورونا، حيث نوه في هذا الصدد بالجهود التي بذلت للتصدي للمرض رغم شراسته، وبعمل وزارات الصحة في جميع دول العالم وجميع الشركات الطبية والصيدلانية التي بذلت أقصى ما لديها لتقليص تأثير الجائحة والإسراع في توفير اللقاحات لدحر المرض.
وأوضح اللورد دارزي أن الجائحة علمت العالم المساواة والإنصاف في توزيع اللقاحات على المواطنين وتوفير الرعاية الصحية بطرق مختلفة، كما منحته القدرة على التأقلم والجاهزية والاستعداد لأي خطر قد يهدد صحته، معتبرا أن الإنسان أصبح أكثر من أي وقت مضى أكثر تفاعلا مع الأمراض واهتماما بالوقاية بدلا من العلاج وابتكارا للحلول في مواجهة التحديات، ومعربا عن أمله في أن تتحقق طموحاتنا المشتركة وأن نظهر للعالم أن التعاون والتنسيق يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء المستقبل.
من جانبه، تحدث المهندس نوبار أفيان، المؤسس المشارك لشركة التكنولوجيا الحيوية /موديرنا/ المتحدث الرئيسي في المؤتمر، عن العلم وارتباطه بالخيال والابتكار، ودور شركته في تحويل هذا الخيال إلى واقع باستخدام التكنولوجيا الرقمية، مشيرا إلى ضرورة تخيل المستقبل وما سيكون عليه ووضع الحلول للتحديات المتوقع مواجهتها.
وأشار نوبار أفيان إلى الاستثمارات الكبيرة والأموال الطائلة التي أنفقتها شركته في ابتكار تكنولوجيا ساعدتها في الفوز بحربها ضد فيروس كورونا معلنا التزام شركته بالمساواة في توزيع اللقاحات وإتاحتها للجميع وتطوير الإمكانات لإتاحته في البلدان ذات الدخل المتوسط، مشيرا إلى أنهم يقومون حاليا بالعمل على إنتاج لقاحات لأمراض معدية وإيجاد علاجات لأمراض كثيرة من خلال تسخير التكنولوجيا وتطوير هذه التكنولوجيا بشكل مستمر، منبها إلى ضرورة تحديد الأهداف وفهم الواقع والتعامل مع المرض قبل وقوعه من خلال الوقاية ودعم الجسم البشري حتى يكون قادرا على مواجهة ما يستجد من أوبئة.
وأشادت سعادة السيدة فيرا كوفاروفا النائب الأول لرئيس البرلمان التشيكي في حوار لـ/قنا/ بالدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر في سبيل تسهيل وصول الغاز وحصول الناس عليه، قائلة “قطر أصبحت لديها خبرات تضاهي شركات الطاقة العالمية التي تعمل لأكثر من مائة عام في هذا المجال”، مشيرة إلى تطابق الرؤى بين قطر وبلادها فيما يتعلق بحل أزمة الطاقة في العالم.
وعبرت سعادتها عن تطلعات بلادها لتوسيع التعاون مع قطر، ليشمل العديد من القطاعات، وفي مقدمتها قطاع الطاقة، وقالت “نتطلع إلى مزيد من التعاون والاستثمارات المشتركة بين بلدينا، خاصة أن الفترة الحالية تحتاج إلى زيادة التعاون مع دولة قطر، باعتبارها من أهم موردي الغاز الطبيعي المسال في العالم، وقد تأثرت التشيك بالأحداث الجارية في أوكرانيا، ومن ثم هناك مخاطر على مصادر توريد الغاز، وأصبح أمن الطاقة ملفا شائكا بالنسبة لنا لذا تدرس الدولة ما تسفر عنه الحرب الروسية في أوكرانيا وتأثيرها على مصادر الطاقة لدينا، ومن هنا كان اللجوء إلى قطر للتنسيق فيما يتعلق بتوريد الغاز الطبيعي”.
وأشادت النائب الأول لرئيس البرلمان التشيكي بالدور البارز الذي لعبته وتلعبه دولة قطر في إحلال ودعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكدة أن دولة قطر عززت بشكل كبير وجودها في المجتمع الدولي، وقالت إن الدوحة حظيت باهتمام كبير بشكل خاص بفضل الدور الذي لعبته في عمليات الإجلاء من أفغانستان لتؤكد هذه الجهود بوضوح دور دولة قطر كعامل استقرار في المنطقة والعالم، مبينة أن دولة قطر بذلت على مدى السنوات الماضية جهودا كبيرة في القطاعات الثقافية والرياضية والتعليمية والطبية والسياحة والاقتصاد القائم على المعرفة، الأمر الذي ساهم في استكمال صورتها كدولة قوية وحديثة.
وأضافت: قطر أبدعت في الحفاظ على العلاقات التي تعزز مصالحها، كما نجحت بشكل منقطع النظير في جلب أطراف نزاعات مختلفة إلى طاولة المفاوضات، وتلعب دورا إقليميا مهما، ونالت ثقة كبيرة من مختلف دول العالم، وحافظت الدوحة على خطوط اتصال أثبتت فائدتها لعواصم مختلفة، بفضل امتلاكها خط تواصل لا تمتلكه دول كبرى.
وقالت إن دولة قطر اكتسبت زخما وثقلا كبيرين، وهي شريك موثوق به لدى كثير من دول العالم، لما لها من دور بارز في حل الخلافات والنزاعات حول العالم، مشيرة إلى أن قطر توفر الأجواء التي تساعد الأطراف كافة على إنجاح الحوار.
وفي حديثها عن كأس العالم FIFA قطر 2022، أكدت سعادة السيدة كوفاروفا أن استضافة قطر هذا الحدث العظيم ستنعكس إيجابا عليها وعلى المنطقة عموما، مضيفة أن هذه الاستضافة تعكس عظمة الإنجاز والإعجاز في قطر، القادرة على استضافة أحداث عالمية ضخمة، وهي فرصة أخرى لتثبت قطر قدراتها، ولتقدم نفسها للعالم بشكل كبير يخلق الكثير من الفرص.
ووصفت الانتهاء من جميع ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022 بأنه إنجاز عظيم، على الرغم من العقبات والتحديات على مدى السنوات الماضية، مشددة على أنها متأكدة من أن قطر ستنظم كأس عالم ناجحة ومدهشة للغاية.
كما عبرت سعادة السيدة فيرا كوفاروفا النائب الأول لرئيس البرلمان التشيكي لـ/قنا/ عن استعداد بلادها للمساهمة بخبرتها في إنجاح كأس العالم من خلال تبادل المعرفة.
ونوهت في ختام حوارها مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، بدبلوماسية دولة قطر النشطة التي تعمل على تعزيز علاقات أفضل وأوثق مع الدول الأخرى، والتي تحظى بتقدير كبير، مثلما ترتبط بلادها بعلاقات ممتازة مع دولة قطر منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.