أكد اللواء دانيال توللي، نائب مدير تطوير القوات بهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، والمشرف المكلف بتوجيه أنظمة التدريب والتطوير للقوات المشتركة والتحليل المعلوماتي وتحقيق الإستراتيجية الخاصة برؤية الرئيس للسياسات العسكرية الوطنية، والقائد العسكري المخضرم في القوات الجوية، إن ما قامت به قطر من جهود ثمينة بالشراكة مع القوات الأمريكية في عمليات الإجلاء الصعبة ساهم في إنقاذ آلاف الأرواح، ولولا المجهودات التي قامت بها القوات الجوية الأميرية والقوات العسكرية والمدنية المتعددة في قطر التي شاركت في عمليات الإجلاء لم يكن ليتحقق النجاح في إجلاء ما يزيد عن 60 ألف مواطن من أفغانستان. وتابع اللواء دانيال توللي، الذي يعرف قطر عن قرب إبان توليه منصب قائد الجناح الجوي 379 بقاعدة العُديد، في تصريحاته لـ الشرق: إن التنسيق القطري الأمريكي على الصعيد العسكري دائماً ما كان محورياً من خلال قاعدة العُديد التي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط وبخاصة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحسم انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وكان لقاعدة العديد دور محوري وإستراتيجي مهم في تلك السياسات انطلاقاً من كونها باتت أكثر مركزية وحيوية بالنسبة للبنتاغون، وبخاصة ما قدمه الشركاء القطريون على مدار عشرين عاماً نجحت خلالها شراكتنا مع أصدقائنا في قطر بتنفيذ عمليات صعبة ومعقدة وبخاصة على صعيد القوات الجوية في أكثر من مشهد في العراق وأفغانستان، ومحورية قاعدة العديد فيما يتعلق بالملفات الإقليمية التي يضعها البنتاغون في أولوياتهم الحيوية ومنها أفغانستان ومكافحة الكيانات الإرهابية المتطرفة وبقاياها في سوريا والعراق والتوترات في المشهد السوري وبخاصة في الشمال وأيضاً الوضع المعقد في اليمن وما يرتبط ببعض التوترات مع إيران، وهناك تنسيق إيجابي متواصل بين الدوحة وواشنطن على الصعيد العسكري ما يعكس تأكيد الحرص الكبير الذي توليه القيادات العسكرية القطرية والأمريكية على أهمية تعزيز العلاقات الإيجابية والأهمية المقابلة لدولة قطر بصورة محورية كواحدة من أقرب الشركاء الأمريكيين في المنطقة، وبخاصة أن روافد التنسيق العسكري متعددة ولم تتوقف عند عمليات الإجلاء بل سبقها مشاركة وتطوير إيجابي لمنظومة الجيش القطري بصفقات عسكرية وحيوية مهمة من أمريكا، ومنظومة تطوير هائلة جعلت الفكر العسكري القطري يقترب من فكر وتصورات قواعد الناتو ولا يختلف عنها في الاتجاه الذي تذهب فيه الشراكة الإيجابية بين قطر وأمريكا كعلاقة تحالف رئيسية وإيجابية للغاية، كما شهدت مراكز الإجلاء التي أعدت في قطر عمليات ترقية وتطوير وإشغال مبانٍ من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة في عمليات الإجلاء، كل هذا دون أن يؤثر على العمليات التشغيلية ولا الإجراءات التي كانت تمر بصورة أسرع ولكن بتنسيق نادر في مشهد كان يتسم أغلبه بالفوضى في كابول، وقد أبدى الرئيس بايدن تقديره الكبير لدور قطر المحوري في عمليات الإجلاء وأشاد البنتاغون بمختلف عبارات المديح والثناء والامتنان لما قدمته قطر خلال الفترة الماضية، وتنضم لتاريخ من مواقف عظيمة ورائعة من قبل المضيفين القطريين والذين لا يتوقفون عن إدهاشنا عن مدى كرم ضيافتهم وترحيبهم الكريم ومشاركتهم الإيجابية.