الدوحة في 15 ديسمبر /قنا/ تتواصل فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته الثانية عشرة حتى يوم الأحد، المقبل على شاطئ كتارا حالياً، ضمن فعاليات كتارا المصاحبة لكأس العالم FIFA قطر 2022، وبمشاركة دولة قطر و8 دول شقيقة وصديقة هي: السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، والعراق، واليمن، والهند، وتركيا، وتنزانيا، لتؤكد هذه المشاركات الواسعة على وجود مشترك ثقافي في الموروث البحري.
وتأتي مشاركات الدول لاستعراض جوانب مختلفة من موروثها البحري وكل ما يتعلق به من آداب وفنون وصناعات وحرف تقليدية ارتبطت بالبحر قديماً.
وكالة الأنباء القطرية "قنا"، التقت عدداً من ممثلي الدول المشاركة للتعرف على طبيعة التراث والإرث في هذه البلدان ومدى تشاركه من الموروث البحري في قطر.
وقال السيد صفوت الغشم المستشار الثقافي في السفارة اليمنية بالدوحة، إن هذه المشاركة الأولى لليمن في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، والتي تتزامن مع استضافة دولة قطر لكأس العالم والتي تُعتبر فخراً للعرب جميعاً، لأنها تقدم ثقافتنا المشتركة إلى العالم، مشيراً إلى أن الجناح اليمني يقدم الثقافة اليمنية بمناطقها المختلفة من حضرموت فتقدم فرقة "الشحر" تراث هذه المنطقة البحري والذي يتوافق مع التراث القطري فكان الغوص على اللؤلؤ، حيث يوجد مشترك ثقافي كبير بين اليمن والخليج وصولاً إلى البصرة فهناك اتفاق في الموروث والإبداع والفنون تتقارب كذلك، كما نقدم مشاركة من الحديدة للتعبير عن ثقافة منطقة تهامة وعلاقتها بالبحر الأحمر والصيد أيضاً، فضلاً عن تقديم مجموعة من الصور النادرة لموانئ عدن والمكلا والحديدة والمخا، مؤكداً أن مهرجان المحامل يستعيد تاريخ الأجداد ويقدم رسالة واضحة عن ثقافتنا وتاريخنا بأننا أصحاب حضارة تسعى إلى السلام تنشر الخير للعالم.
من جهته، قال السيد خليفة العميري مسؤول جناح البيت السعودي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "إننا نقدم مشاركة واسعة هذا العام في مهرجان المحامل من خلال استعراض الموروث الشعبي السعودي، فيما يتعلق بالموروث البحري من ناحية الحرف التقليدية التي ارتبطت بصناعة السفن، حيث يقدم الجناح السعودي 14 حرفة ارتبطت بالبحر من أهمها القلاف والحداد والفخار، إلى جانب الفنون الشعبية المرتبطة بالبحر والتي تقدمها فرقة شباب دارين"، مؤكداً أن المشترك الخليجي كبير في هذا التراث ما يجعل مهرجان المحامل وجهة رائعة لجمهور كأس العالم وهو ما وجدناه من إقبال جماهيري، حيث كان المهرجان فرصة للتعريف بثقافتنا وتراثنا البحري.
بدوره، أشار السيد أيوب هلال سعيد مسؤول الجناح التنزاني، إلى حرص تنزانيا على المشاركة في هذا المهرجان، نظراً للعلاقات التاريخية التي ربطت بين دول الخليج بشكل عام وبين تنزانيا، موضحاً أن الجناح التنزاني يقدم التراث البحري هناك وما ارتبط به من صناعات وأدوات فنجد في الجناح مجسمات السفن التقليدية والأصداف وأدوات البحارة، وبعض الصور القديمة التي تظهر علاقة تنزانيا بالبحر عندما كانت السفن هي الوسيلة الأولى للسفر والتجارة للحصول على مختلف السلع من الدول الآسيوية، إلى جانب الزي التنزاني والملابس التقليدية والجلود وغيرها.
وقال عبدالله سالم وهو مشارك من سلطنة عمان إنه يعرض باقة من التحف والمقتنيات النادرة الخاصة بالبحر، وهي اللوازم الشخصية للبحارة في رحلاتهم الطويلة، إلى جانب معروضات عديدة تمثل نماذج من السفن الشهيرة في التراث البحري العماني، وأدوات استخراج اللؤلؤ وفلق المحار والموازين التي يستخدمها الطواش وصناديق "البشتختة" المستخدمة لجمع اللؤلؤ.
جدير بالذكر أن مهرجان كتارا للمحامل التقليدية يُعد من أهم الفعاليات المصاحبة التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث حقق المهرجان خلال السنوات الماضية نجاحاً باهراً كأهم ملتقى ثقافي وتراثي دولي يستعيد التراث البحري بكل أصالته وفنونه وتقاليده، وتتميز النسخة الثانية عشرة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، ببرنامج ثري بالأنشطة والفعاليات الثقافية التي تواكب ما تشهده قطر من عرس رياضي عالمي باعتباره أبرز وأهم فعاليات كتارا المصاحبة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتقدم لضيوف الدولة التراث البحري بأبهى صوره حتى ختام المهرجان يوم الأحد المقبل، عبر فعاليات حية تسلّط الضوء على عادات وتقاليد الآباء والأجداد خلال رحلات الصيد والغوص على اللؤلؤ، وتسهم في المحافظة على المخزون الثقافي والموروث الشعبي الزاخر بالقيم النبيلة والتضحيات، والتشجيع على غرسها في نفوس الأجيال والاعتزاز بها.