متحف قطر الوطني يحتضن عرض سيمفونية "وردة الصحراء" الأول

الدوحة في 30 أكتوبر /قنا/ عرضت للعالم الليلة، سيمفونية "وردة الصحراء" التي طال انتظارها، من تأليف الملحن السوري الأمريكي مالك جندلي، في متحف قطر الوطني.

وصادف العرض، الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الأعوام الثقافية، وهو برنامج سنوي للتبادل والتعاون بهدف تدعيم أواصر الصلة بين الثقافات والقارات من خلال التبادلات الثنائية السنوية.

وقد حضرت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، عرض السيمفونية والاحتفالات بالذكرى السنوية، وكذلك سفراء العديد من الدول التي تشاركت مع برنامج الأعوام الثقافية منذ إنشائه في عام 2012، بما في ذلك اليابان (2012)، المملكة المتحدة (2013)، البرازيل (2014)، تركيا (2015)، الصين (2016)، ألمانيا (2017)، روسيا (2018)، الهند (2019)، فرنسا (2020)، الولايات المتحدة الأمريكية (2021)، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022 هذا العام، وبلدان أخرى.

وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في كلمة لها بالمناسبة أمام الحضور: "عندما نالت دولة قطر حق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وضعنا خطة لمبادرة الأعوام الثقافية ترمي إلى جلب العالم إلى قلب قطر ورسم اسم البلد في قلوب كل البشر، ومنذ ذلك الحين، اشتركنا في كل عام مع بلد آخر في برنامج بعيد الأثر للتبادل الثقافي الثنائي".

وأضافت سعادتها "ساعدتنا الأعوام الثقافية على إظهار أفضل ما لدينا، حاملة إيانا نحو أهداف رؤية قطر الوطنية، وهذا العام نشرع أبوابنا لاستقبال الجميع في بطولة كأس العالم التي طال انتظارها، وفي هذه اللحظة التاريخية، تحتفي قطر بعام ثقافي مع دول منطقة شرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا مجتمعة"، متقدمة بجزيل الشكر والامتنان إلى جهود تلك الدول"، وتقدمت بشكرها للمسؤولين والسفراء "الذين وحدوا جهودهم لتحقيق رؤيتنا".

وقامت أوركسترا قطر الفلهارمونية بأداء سيمفونية "وردة الصحراء" مع قائد الفرقة الموسيقية الضيف أليستر ويليس. كما سيقام العرض العام للسيمفونية يوم غد الاثنين.

وقالت السيدة عائشة غانم العطية، مدير إدارة الدبلوماسية الثقافية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن حفل الليلة، هو احتفاء بمرور 10 أعوام على مبادرة الأعوام الثقافية التي تستند على فكرة أنه عندما تتلاقى الثقافات، نتمكن من ابتكار كل ما هو مذهل.

وعن مغزى الاحتفاء بسيمفونية /وردة الصحراء/ في متحف قطر الوطني الذي استوحى المصمم الفرنسي جان نوفيل تصميمه من هذه الأعجوبة الطبيعية "وردة الصحراء"، أكدت عائشة العطية، أن مالك جندلي تمكن من نسج لوحة موسيقية ساحرة بألحان شرق أوسطية أصيلة تكرم تراثه السوري وتحفظه، وأيضا تراثنا القطري الغني .

من جهته، قال مالك جندلي في تصريح مماثل لـ/قنا/، إن سيمفونية "وردة الصحراء" تحتفي بالحضارة العربية والإرث الثقافي الإسلامي وبالموسيقى الشعبية والفلكلورية لقطر من إرث بري وبحري كـ/أم الحنايا/، /العايدوه/ والمقامات العربية والإيقاعات الخليجية.

وأوضح أنه ألف السيمفونية من تسع حركات، وأنه استوحى ذلك، من علم قطر ذو التسعة رؤوس، والذي يدعو إلى السلام بلونه الأبيض.. كما أن كلا منها يعتمد على عنصر مميز في الثقافة القطرية.

ولفت جندلي إلى أن "وردة الصحراء" هي من أجل السلام للاحتفاء بإرثنا الحضاري الغني والمساهمة في الحداثة الثقافية في العالم، منوها إلى أن السيمفونية تم تسجيلها في العاصمة النمساوية فيينا بقيادة مارين ألسوب، واحدة من أبرز قادة الفرق الموسيقية في عصرنا.. واليوم نحتفي بإطلاقها في متحف قطر الوطني من أداء أوركسترا قطر الفلهارمونية.

وقال المؤلف الأوركسترالي مالك جندلي: "يشرفني من خلال هذه الشراكة، التي جاءت في وقتها، مع مبادرة الأعوام الثقافية، أن أقدم التقاليد الموسيقية القطرية للساحة العالمية، حيث نساهم معا، بتراثنا العربي الغني في الإضافة إلى قاموس الموسيقى الكلاسيكية وفي تقدم الحداثة الثقافية، مرحبا بالفرق الموسيقية من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى سيمفونية السلام والوحدة والإنسانية".

وبخصوص الوقت الذي استغرقه في تأليف هذا العمل الأوركسترالي، كشف جندلي، أن السيمفونية هي تتويج لأكثر من أربع سنوات من البحث والاستكشاف، حيث كرس المؤلف نفسه للتعمق في الأصوات والمناظر الطبيعية في قطر بهدف الحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية القطرية وتقديمها إلى الساحة العالمية.

وتقديرا لدعمه ومساهمته في الحفاظ على التراث الثقافي، أعلنت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، عن اختيار مالك جندلي ليكون الملحن الفخري الجديد لمتاحف قطر.

وتماما مثل وردة الصحراء، تحتوي سيمفونية وردة الصحراء على تركيب متشابك بإتقان. فالسيمفونية، التي تعزف على السلم الموسيقي "لا منخفض كبير"، حيث تنتهي الحركات الموسيقية الأولى والأخيرة، تتألف من ثلاثة أشكال موسيقية متداخلة. الأول هو مجموعة سيمفونية قطرية تعتمد على الموسيقى والرقصات الشعبية التقليدية باستخدام مبدأ التباين: الحركات الموسيقية الثانية والثالثة والخامسة والسابعة. وثانيها، سيمفونية تقليدية تتكون من أربع حركات موسيقية، الأولى والرابعة والسادسة والتاسعة. وتجمع الثالثة بين أول سمفونيتين والحركة الثامنة، منتجة المعزوفة الرائعة "وردة الصحراء".

وألبوم وردة الصحراء مستوحى من وردة الصحراء، التي تتشكل طبيعيا على مدى آلاف السنين عبر تفاعل المعادن والرمال والماء في مناطق مثل قطر - أرض الصحراء والبحار. وكانت هذه الأعجوبة الطبيعية أيضا مصدر إلهام تصميم جان نوفيل الرائع لمتحف قطر الوطني، وهو تصميم ساحر في شكل أقراص متشابكة يروي قصة قطر بدءا من التاريخ الطبيعي حتى وصولها إلى التطورات الثقافية مرورا بالتقنيات المتطورة والجاذبية التي تتمتع بها اليوم بين المجتمع الدولي.

تستمد سيمفونية وردة الصحراء الإلهام من وردة الصحراء وتحولها إلى عمل موسيقي بارع يحافظ على التراث الثري للمنطقة ويوسع نطاق انتشاره.

جدير بالذكر، أن موسيقى مالك جندلي، توصف بأنها "غامضة جدا" بحسب "مجلة غراموفون" وأنها مليئة بـ"الألحان التي تأسر القلوب، والمؤلفات الموسيقية الثرية، والانتقال المتقن بين الحركات الموسيقية والنسيج الموسيقي الإبداعي" وفق "مجلة أمريكان ريكورد غايد".

ولا تدمج أعمال جندلي السيمفونية أنماط الشرق الأوسط في الأشكال الكلاسيكية الغربية بتناغم فحسب، بل تلبي أيضا دعوة منظمة "اليونسكو" للحفاظ على التراث الثقافي الثري لموطنه سوريا وحمايته في الوقت الذي يطمس فيه.

وعزفت موسيقى جندلي وكلفت من قبل العديد من الأوركسترا السيمفونية مثل الأوركسترا الفلهارمونية الملكية وأوركسترا بالتيمور السيمفونية وأوركسترا زغرب الفلهارمونية وأوركسترا إذاعة فيينا السيمفونية والأوركسترا الفلهارمونية الروسية.