اختتمت أمس في الدوحة أعمال النسخة الرابعة من منتدى الأمن العالمي تحت شعار بين التعاون والتنافس- الأمن الدولي: تحديات التنافس وآفاق التعاون. وتناولت الجلسات في يومها الأخير القضايا ذات الصلة بالإرهاب والجهود المبذولة لمنع التطرف العنيف ومكافحته بشكل متزايد من خلال التعاون الدولي الشامل، إضافة لمناقشة المخاطر التي تشكلها المعلومات المضللة على شبكة الانترنت على أمن المجتمعات. وأكد في كلمة له في المنتدى السيد داميان هيندز وزير الدولة ووزير الأمن والحدود البريطاني، أن بلاده تعمل على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله من خلال مزيد من التنسيق والعمل الدولي في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مبرزا أن بريطانيا ستستخدم كل الامكانيات الممكنة لمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للإرهابيين. كما تطرق وزير الأمن والحدود البريطاني الى دور الانترنت في نشر المحتوى الإرهابي وتجنيد المقاتلين في مناطق النزاع والبلدان الأكثر هشاشة. ودعا الى مزيد من العمل الجماعي وايجاد مقاربة شاملة تجمع الحكومات ومؤسسات إنفاذ القانون في إطار تعاون دولي واستجابة ناجعة وفاعلة لمواجهة الإرهاب. كما أبرز عدد من المشاركين في الفعاليات من الخبراء والأكاديميين للشرق أهمية تنظيم منتدى الأمن العالمي بوصفه منصة للحوار وتبادل الخبرات والتجارب في عدد من المواضيع والقضايا الدولية الراهنة. وأشاد الخبراء بدور الدوحة في دفع عمليات السلام والتشجيع على العمل الدولي المشترك.
قال إيوانيس كوسكيناس، كبير الباحثين في مؤسسة أمريكا الجديدة: منتدى الأمن العالمي يكتسي أهمية كبرى بجمعه عددا من الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم إلى جانب تطرقه الى عدد من القضايا المحورية بالنسبة للأسرة الدولية، على غرار تداعيات كورونا والارهاب وخطر المعلومات المضللة وكيفية تفعيل العمل الدولي المشترك لتجاوز الأزمات. وأشاد كوسكيناس بدورالدوحة في دعم جهود المجتمع الدولي موضحا:" تبرز قطر كشريك سلام ووساطة مهم في المشهد الدولي من خلال جهودها الدبلوماسية في تسهيل المفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان. وتقريب وجهات النظر مما يجعل العمل معها أمرا مهما للغاية بالنسبة لنا كخبراء ومؤسسات دولية. وتابع:" مداخلتي في المنتدى كانت حول أفغانستان وهي قضية راهنة تحظى باهتمام الجميع لما تطرحه من تحديات تتمحور حول اشكالية "ما هي حيثيات ما نمر به اليوم وما سيكون الوضع عليه في المستقبل بالنسبة لأفغانستان "وأضاف:" تلعب قطر دورا كبيرا في أفغانستان في تسهيل المفاوضات فهي قادرة على فتح خطوط الحوار مع طالبان الى جانب جهود الاجلاء المهمة. وتابع:" قطر جعلت الحوار ممكنا مع طالبان وهذا في غاية الأهمية وهي اليوم تلعب دورا وسيطا في الحوار بين الحركة والأطراف الأمريكية والأوروبية وهو ما نحتاجه حقيقة في واشنطن وكمجتمع دولي، فالوضع في أفغانستان خطير وحساس للغاية فهناك تحديات كثيرة مرتبطة بالأمن والاقتصاد والأزمات الإنسانية، يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته للخروج من هذا المستنقع. أبرز جيسون بلازكسي باحث في مركز صوفان: "قامت قطر بجهود دبلوماسية فارقة في عدد من النزاعات في المنطقة من خلال لعب أدوار دبلوماسية وحث الفرقاء على الجلوس إلى طاولة الحوار. وآخر الجهود المحمودة للدوحة هي اجلاء آلاف المواطنين من أفغانستان. ومن المهم أن تكون دولة قطر جسرا للتعاون الدولي لنعمل معا من أجل اهداف السلام والتنمية المستدامة لما فيه مصلحة الجميع، وتملك الدوحة علاقات جيدة واستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك لها قدرة على التواصل مع حركة طالبان مما يجعلها فاعلة في الملف الأفغاني وقادرة على حشد الدعم الدولي من أجل انهاء الازمة لصالح الشعب الأفغاني. وعن منتدى الأمن تحدث: "ركز المنتدى في جزء كبير منه على الوضع الراهن في أفغانستان باعتباره يمثل رهانا سياسيا وإنسانيا كبيرا يخص المجتمع الدولي وتحدثنا على مكافحة الارهاب ومخاطره وكيفية العمل من أجل القضاء على أسبابه في المجتمعات. ومن المهم معا كمؤسسات دولية غير ربحية ومسؤولين في دول وحكومات التفكير والعمل لمجابهة المخاطر المشتركة المطروحة على المشهد الدولي.