استمر 179 يوما وحقق نجاحا غير مسبوق.. إسدال الستار على إكسبو 2023 الدوحة للبستنة

الدوحة في 29 مارس / قنا/ أسدل الستار على معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الذي أقيم تحت شعار "صحراء خضراء، بيئة أفضل"، واستمر 179 يوما كأول معرض دولي للبستنة من الفئة A1 يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأقيم بالمناسبة حفل ختام كبير في المنطقة العائلية من المعرض، شهد موكبا عسكريا لتنفيذ مراسم تسليم رايتي كل من المكتب الدولي للمعارض والرابطة الدولية لمنتجي البستنة إلى دولة اليابان، المضيفة لـ إكسبو 2027  والذي سيقام في مدينة يوكوهاما، في إشارة إلى استمرار التعاون العالمي.

وحضر الحفل أكثر من 1000 شخص من الضيوف وكبار الشخصيات ووفود من الدول الـ 77 المشاركة بالمعرض، كما حظي بمتابعة أكثر من 3 آلاف متفرج عبر الشاشات في ساحة المنطقة الثقافية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية وزير البلدية، رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، أن هذا الحدث التاريخي الذي استضافته دولة قطر، وتفضل بافتتاحه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتاريخ 2 أكتوبر 2023، شكل علامة فارقة في تاريخ المعارض الدولية للبستنة، في إطار جهود دولة قطر للتأكيد على أهمية تكثيف التعاون الدولي وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة محليا ودوليا، مشيرا إلى أن هذا المعرض الدولي يرسخ المكانة الرائدة لدولة قطر في استضافة الفعاليات الكبرى .

ونبه سعادته إلى أن إكسبو 2023 الدوحة، يجسد الالتزام الراسخ بالرؤية الوطنية، التي تهدف إلى تحويل قطر - بحلول عام 2030- إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه).

وأضاف : خلال 179 يوماً، شهد فيها المعرض قرابة 4 ملايين و220 ألف زائر، تبادلنا التجارب والخبرات، وتشاركنا التحديات والإنجازات مع 77 دولة، وكان هدفنا المشترك هو التعاون والوحدة لإيجاد حلول مبتكرة للحد من مشاكل التصحر، وخلق بيئة خضراء ومستدامة لأجيالنا الحالية والمستقبلية.

ونوه سعادة وزير البلدية إلى أن دولة قطر، ومنذ فوزها بشرف استضافة هذه النسخة من إكسبو البستنة، عقدت العزم على إنجاح هذا الحدث باعتباره واحدا من أهم مشاريع الاستدامة الوطنية وانطلاقة جديدة لتعزيز التعاون والشراكة مع دول العالم في مجال الحفاظ على البيئة والاستدامة من أجل عالم أخضر ومستدام للأجيال الحالية والمستقبلية.

وأكد سعادته أن دولة قطر ستواصل جهودها الرامية إلى ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، وحماية النظم البيئية، وبناء القدرة والمرونة على مواجهة التهديدات البيئية المستقبلية، تماشيا مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة / 2024 - 2030/ التي تشجع الأفراد والمجتمعات والمؤسسات على تعزيز مجتمع مستدام يراعي حماية البيئة.

وقال: "ونحن نودع اليوم إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، نترك وراءنا تراثا خالدا مليئا بالدروس التي تعلمناها والشراكات التي قمنا بتشكيلها خلال فترة المعرض، والتي ستظل تلهمنا وتدفعنا نحو تحقيق مستقبل أخضر ومستدام".

ومن جانبه هنأ سعادة السيد آلان بيرجيه رئيس اللجنة التنفيذية للمكتب الدولي للمعارض "بي آي إي" دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا بالنجاح الكبير الذي حققه أول معرض للبستنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما هنأ كل من شارك في خروج هذه التظاهرة بهذا الشكل المبهر والتي مكنت العالم من المضي قدما وقطع شوط كبير في التوعية بالتحديات التي يسببها الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

وأشاد بمشاركة العشرات من الدول والمنظمات الدولية التي كانت شاهدا على القدرة على توحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات العالمية، لافتا إلى أن استقطاب المعرض لأكثر من 4 ملايين و200 ألف زائر كانت سببا في تغيير نمط حياتهم وتعزيز شعورهم بالغيرة على البيئة والدفاع عنها، وتسليط الضوء على تحديات التصحر والتغير البيئي.. مشيرا إلى أن أعداد الزوار، والمشاركات الفعالة والجهود الكبيرة التي بذلت هي التي جعلت هذا الحدث لا يمكن نسيانه.

وأضاف : خلال 179 يوما أثبتنا أن البيئة المستدامة التي علينا الالتزام بها ومواصلة العمل عليها انطلقت من هذا المعرض نحو اخضرار الصحراء والحفاظ على مقدراتنا، فالموضوع الذي تم اختياره لهذا المعرض لا يتعلق فقط بالمناطق الصحراوية بل يشمل العالم كله ويسهم في اتباع أفضل الطرق المبتكرة والمبدعة لتوفير الغذاء لسكان الكوكب أينما وجدوا".

كما أشاد بالتزام اللجنة المنظمة لإكسبو 2023 الدوحة بضمان تجربة سلسة وغير اعتيادية للحضور لاكتشاف الحدائق والمعارض الجميلة والمبتكرة والملهمة المستوحاة من الهدف الأساسي للمعرض المتمثل في التخفيف من حدة التصحر وتعزيز الاستدامة، وبقدرة اللجنة المنظمة على جذب كل التقنيات العالمية التي تحد من التصحر وتساهم في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على موارد المياه وتشجع الناس على الزراعة الحديثة واستخدام التقنيات الجديدة التي تحافظ على الموارد للأجيال المقبلة.

وبدوره أعرب سعادة السيد ليوناردو كابيتانيو رئيس الرابطة الدولية لمنتجي البستنة "إيه آي بي إتش" عن إعجابه بنجاح دولة قطر في تنظيم هذا الحدث الكبير الذي حظي باهتمام كبير ولفت أنظار العالم إلى تخضير الصحراء لتكون بيئة أفضل، حيث تمكن الزوار من مشاهدة العالم بأكمله من خلال جولة واحدة داخل المعرض بينما أسهم كل المشاركين في تقديم فعاليات تهدف إلى إمكانية تحويل الصحراء إلى بيئة خضراء خلابة.

وقال: "المعرض أسهم بشكل كبير في سعينا للتأقلم مع مناخ سريع التغير، فلم يقتصر على جهود الدول الصحراوية فحسب بل شمل العالم بأكمله وكان من الرائع والملفت للنظر أن نرى قادة العالم وصناع السياسات يتوافدون على هذا المكان الرائع ويوقعون الاتفاقيات ويشاركون رؤاهم وأفكارهم لتحسين البيئة وجعلها أكثر استدامة"، مشيدا في الوقت ذاته بجهود كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث.

ولفت رئيس الرابطة الدولية لمنتجي البستنة إلى أن الحدائق والأجنحة التي ملأت أرجاء المعرض عكست الإمكانات الهائلة للبستنة في تشكيل مستقبل الشعوب ودورها الهام في حياتنا ومدننا وبيئتنا، مؤكدا أن إكسبو 2023 الدوحة كان أكثر من مجرد حدث بل وعد بأن يكون العالم أكثر اخضرارا وازدهارا واستدامة، فالبستنة لا تقتصر فقط على زراعة النباتات بل تتعلق برعاية الحياة وتعزيز التنوع البيولوجي والحد من التغير المناخي وتحسين الكوكب للأجيال المقبلة في عالم سريع التغير .

وكان الحفل الختامي للمعرض قد بدأ بالنشيد الوطني لدولة قطر من أداء كورال سوار، وهي مجموعة فنية تتكون من 32 طفلا قطريا موهوبا، تبعه عرض لفيديو رحلة إكسبو الذي يلخص أهم المحطات واللحظات والإنجازات التي تم تحقيقها خلال الستة أشهر الماضية.

وقد سافر آلاف المشاهدين والمتابعين في كل من مدرج العائلة والساحة الثقافية، عبر رحلة حسية، بدأت بالفعالية الموسيقية "تكريما لمن غنى الطبيعة" والتي رافقها أداء استعراضي بالأضواء مستوحى من روائع البستنة وجمال الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت قطر رسالة سلام إلى العالم من خلال "أنشودة السلام"، وهي أنشودة قطرية تغنت بكرم الأرض وأهمية الحفاظ على الطبيعة من أجل الأجيال القادمة.

وأقيم معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة في حديقة البدع على كورنيش الدوحة على مساحة إجمالية قدرها 1.7 مليون متر مربع مقسمة على ثلاث مناطق "الدولية والثقافية والعائلية" لمدة 179 يوما وشاركت فيه 77 دولة و5 منظمات دولية رسمية وبلغ عدد الزائرين 4 ملايين و219 ألفا و169 زائرا، ووصل عدد المتطوعين إلى 2200 متطوع.

وخلال المعرض تم توقيع 51 عقدا، ووصل عدد الفعاليات إلى 6961 فعالية إضافة إلى 54 احتفالا باليوم الوطني للدول المشاركة وتم تقديم 1727 ورشة عمل و33 ألفا و303 زيارات طلابية من 346 مدرسة ووصل عدد الإعلاميين المعتمدين لدى المعرض إلى 2545 صحفيا وإعلاميا بمختلف الإصدارات المقروءة والمسموعة والمرئية